بيــــــــــــــــــــان حول الاحتجاجات الأخيرة المتعلقة بنهب الثروات

تشهــــد بلادنا هذه الأيام تحركات احتجاجية شملت مختلف المناطق لاسيما منها الاعتصام الذي يقوده شباب ولاية تطاوين الذي أعاد للثورة بريقها بفضل خطاب مليء بالوعي وبالجرأة، وأمام هذا العمل الاحتجاجي النوعي من الضروري بيان ما يلي:
أولا: نشدد على تضامننا الكامل مع المحتجين في مختلف أنحاء البلاد وهي احتجاجات تكشف مرة أخرى فشل السلطة وتوافقات الغرف المغلقة الخاضعة لإملاء الاستعمار الرأسمالي في حل مشكلات البلاد من الفقر والبطالة و »الحقرة ».
ثانيا: نؤكـــــد على أن السبب الرئيس هو تبعية الحكام إلى إملاءات وشروط صندوق النقد الدولي واشتغال بالمناولة للشركات الناهبة وفساد سياساتهم الاقتصادية التي تنفذ تعليمات وقرارات مؤسسات الرأسمالية العالمية.
ثالثا: نثمـــــن التحركات والاعتصامات السلمية والمنظمة لشباب وأحرار تطاوين ونشد على ارتفاع منسوب الوعي عندما تطالب الشعوب ،ولأول مرة في تاريخ البشرية، باسترداد الثروات المنهوبة من أيدي سماسرة النظام الرأسمالي المتوحش الذي يخدم فئة من المتنفذين والمافيات من رؤوس الأموال ويفترس بقية الناس.
رابعا: نطالــــب جميع القوى الحية بالبلاد، لاسيما منها هياكل المحاماة، التي شاركت في وقت سابق بفاعلية مباشرة في إرساء هذا الوضع، إلى التفاعل الايجابي مع هذه الاحتجاجات نصرة لحقوق المظلومين على نحو ما تقتضيه رسالة المحاماة لتأكيد التضامن مع الشباب المعتصم في مختلف أرجاء البلاد.
خامسا: ندعـــــو إلى اتخاذ خطوات إجرائية عملية تجسيدا للتضامن مع شباب الاعتصام ومنها بالخصوص:
– إنشاء صفحة تواصل اجتماعي خاصة بمساندة المحامين للاعتصامات في مختلف أنحاء البلاد.
– بعث تنسيقيات جهوية للتواصل بين المحامين مساندي الاعتصام لاسيما في مستوى الفروع المتواجدة بالجنوب التونسي.
– تنظيم يوم تنقل إلى مواطن الاعتصامات لتجسيد التضامن الميداني مع المعتصمين.
سادسا: نعتبـــــر أن هذه التحركات الاحتجاجية وما رافقها من هتافات داعية إلى التحرر من الاستعمار واسترداد الثروات هي مقدمة لثورة حقيقة على الاستعمار الغربي بمختلف أشكاله لاسيما منها الاقتصادي والتشريعي، وسوف تكون تونس مرة أخرى شعلة لثورة جديدة تقود شعوب المنطقة نحو استرداد الثروات الباطنية والتشريعية المهدورة وطرد الاستعمار وتصفية نفوذه.
سابعا: نؤكــــــد أن الخروج السلمي إلى الشوارع للاحتجاج على نهب خيرات البلاد هو عمل مشروع ومحمود لكنه غير كاف ضرورة أن المشكل الأساسي يكمن في ظلم الرأسمالية وفشل معالجاتها الأمر الذي يقتضي بناء تيار شعبي ضاغط يطالب بتحرر حقيقي لا يرضى بغير نظام الإسلام بديلا ليطبق بطريقة انقلابية شمولية على المسلمين في بلاد الإسلام كبديل يقودنا نحو التغيير الجذري واستئناف حياة مستقلة عن الاستعمار./.

الاتحاد الإسلامي الدولي للمحامين