الأمنيون بين تعليمات ضبط النفس والاعتداءات المجانيّة

محامون ضد الظلم والقهر والتمييز.

الأمنيون بين تعليمات ضبط النفس والاعتداءات المجانيّة

تونس في: 15/02/2021

في أوّل يوم من شهر رجب المحرم (السبت 13 فيفري 2021) عمد بعض أعوان الشرطة بمدينة صفاقس إلى إيقاف مجموعة من شباب حزب التحرير أثناء ممارسة حقهم في العمل السياسي ضمن حملة يقودها الحزب لتذكير الناس بواجبهم الشرعي في العمل على استعادة الخلافة الإسلامية بعد مرور مائة عام هجرية على إسقاطها (1342 هـ – 1442 هـ).ولم يشفع لهؤلاء الشباب انضباطهم الميداني وعملهم السياسي المنظم ضمن حزب تم الترخيص لنشاطه بعد الثورة، إذ تم اقتيادهم عنوة إلى منطقة الأمن ساقية الزيت أين تعرضوا إلى مختلف أشكال الاعتداء بالضرب والشتم والممارسات المهينة انتهت بنقل أحد الضحايا إلى المستشفى الجهوي هناك. وأمام هذه الاعتداءات الظالمة فإننا نتساءل: أين ذهبت تعليمات ضبط النفس والصبر على الإهانات التي صدرت للأمنيين في مجابهة الاعتداءات السافرة من أنصار المخدرات وأتباع المثلية الجنسية أثناء الاحتجاجات الأخيرة بالعاصمة؟ أم أن تلك التعليمات تصدر من كوادر أمنية لازالت تحِنُّ إلى تطبيق التوصيات الصادرة من طبقة سياسية مرتهنة للاستعمار ولأوامر « المسؤول الكبير ».ألم يأخذ بعض الأمنيين العبرة من التاريخ القريب ويعلموا أن أوامر الاستعمار التي تصلهم عبر السياسيين وبعض كوادرهم تجعلهم عصا غليظة تعزلهم عن شعبهم وتحط من قيمتهم ووظيفتهم؟ ألا يعلمون أن الله تعالى سائلهم يوم القيامة عن اعتداءاتهم تحت غطاء الوظيف وتطبيق التعليمات الجائرة؟ ثم أين اختفت المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام، ونواب الشعب أدعياء الثورة، تجاه هذه الممارسات الظالمة والمتكررة على شباب حزب التحرير المعروف بانضباطه ونشاطه الفكري والسياسي بشكل سلمي…؟وفي الأخير، فإننا لا نملك إلا أن نتضامن مع هؤلاء الشباب ضحايا الظلم والحصار والتآمر، ونشد على أياديهم في التمسك بالصبر والثبات على كلمة الحق « وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ».

محامون ضد الظلم والقهر والتمييز.